(عجوز الظهيرة)بقلم:أ.بكيل معمر الشميري
الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم
عجوز الظهيرة....أسئله بلا إجابة
كتب بكيل معمر الشميري 
لم تكن وحدها... وإنما يحوم حولها بعض الصبية وآخرون... تجوب هذا المكان بالطواف على السيارات المتوقفة هنا... تمد يدها..استعطافا.
لا تتكلم وإنما تعابير و تقسيمات وجهها المنهك يحكي كل الكلام... .ربما أشفقت عليها و وضعت في يدها المرتعشة ما يسد سؤالها يطفي فيها ذلك الإلحاح.
لكن لا تستغرب في الغد سوف تجدها ولربما كررت نفس الاستعطاف.
أهي وحدها لا أظن؟
أهي ضمن دائرة كبيره؟
أهي عاملة في تلك الدائرة؟
تجمع الكثير ولا تنال من ذلك الكثير إلى ما يسد الرمق؟
فهل أنت [يا جدة] كذلك؟لم ترد..؟
لا تذكر (عمرها) لكنها شارفت على الثمانين.
قلت لها: يعلم الله لا أريد شرا . فقط أريد منك الحكايه..فتحدثي..انطقي..كلميني عن أسباب
هذه المشقة ..المذلة...
لماذا (عمر ممتد) وجسم مرتعش ..يتسول بلا راحة ويتحرك بهذا الحمل..هل أنت مجبرة؟
أم المسألة لا تخرج عن كونها قوت لا يأتي إلا بالتّسول؟
ولماذا أنت هنا ليل نهار...في نفس المكان.
ومن هؤلاء الصبيه؟ صدقيني أريد مساعدتكم فقط تكلمي...
العجوز لا زالت مصرة ولا زالت تحاول الابتعاد عني لا بأس ما الاسم ومن أين أنت وهل لديك أولاد ؟ فتحت فمها ثم لزمت الصمت
بتكرار السؤال قالت :فاطمة .. ثم تراجعت وقالت مريم ومن أين أنتِ قالت :من أرض الله الواسعة.
 لم تكمل كلامها وإذ بشاب يافع اندفع نحوها ثم سحبها بشدة لم يرحم الشاب عظاما هشة وجسما مرتعش بقسوته تلك. ظلت تنظر إلي وهي تركض خلفه صامتة مستسلمة 
ترى! أكانت العجوز تود أن تقول شيئا ؟!
تعليقات
إرسال تعليق