(لكنني متفائل)بقلم:أ.فادي مصطفى

الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم

لكنّني متفائلُ

بكَ يا بياض العين سهمٌ قاتلُ 
أحببتُ فرضاً والهمومُ نوافلُ 

أتممتُ كلّ فرائضي بمحبّةٍ 
وكشفتُ صدريَ والسّهامُ نوازلُ 

ما نفعُ ترسيَ في معاندة البُلى 
نصَّبتُ نفسي والجراحُ تناضلُ 

أنا ما فرضتُ ولا أردتُ معاركاً 
لكنّهم قطعوا الوريد وقاتلوا 

لكَ يا فؤادي في الحياة عواذلٌ 
يبغون عزلك والشّعور يزاولُ 

يا من دخلتم للشّعور تعطّروا 
من نبض شعري بعد هذا راحلُ 

من بعد أن مُلئت جراري بالأسى 
ما عاد ينفع في الطّريق مخاتلُ 

أوقفتُ ركبي وانتصرتُ لمن همى 
بالدّمع قهراً فاستراح السّائلُ 

لكنّهم قطفوا الورود ونابني 
من شوكها إنّ الرّجال قلائلُ 

اللّيل والأفق البعيد وثورتي 
وأنين حرفيَ والبلاء الهاطلُ 

وزن الخُطا ما عاد يحملني بها 
جنحت شراعي والقعود بدائلُ 

هل يصمت الشّعر المسجّى في فمي 
بركان جوفي يصطلي ويجاملُ 

البحر يهدأُ في جنون عواصفٍ 
والشّعر يبقى في الشّعور يجادلُ 

ما كنت أرمي النّفس في قُرَبِ الأسى 
بل زارني رغم البلاء خمائلُ 

هذي الدّيار عقيمةٌ أم خيرها 
عن درب أخيار الخليقةِ مائلُ 

مازلتُ أحصدُ في الهواء بيادراً 
وتكسّرت فوق الصّدور معاولُ 

وتعدّدت أسباب موتي واعتلى 
صوت الغراب وإنّني متفائلُ 

خمسون ألف رصاصةٍ ضربت غدي 
لكنّني رغم التّكسّرِ كاملُ 

فسيزهرُ اللّيمون والزّيتون في 
حقلي وأبقى في الحياة أحاولُ 

بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي