قصة(لن أعود)بقلم:أ.محمد ديبو حبو
الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم
قصة بعنوان 
لن أعود 
*********
وصل كعادته إلى مكتبه في تمام الساعة العاشرة صباحاً وهو
مبتسمٌ متفائل بيوم جميل 
بعد لحظات من وصوله نادى مديرة مكتبه طالباً منها فنجاناً من القهوة ...
ثم  عاد  و ناداها من جديد مستفسراً عن ورقة مهمة كانت بحوزته منذ بضعة أيام أستغرب جوابها بعدم معرفتها بوجود هذه الورقة أصلاً في مكتبه  .
استرخى  قليلاً وبدأ يجمع سلسلة أفكاره من جديد ... 
وبعد لحظات خرج مسرعاً من مكتبه حتى أنه لم يتناول فنجان قهوته ، و عاد  إلى البيت بشكل مفاجئ متجهاً نحو باب غرفته  بخطوات متسارعة وعندما اقترب من مكتبه أحس بشعور ما يجذبه نحوه ..
إلا أن عنصر المفاجأة كان أقوى عندما اشتبكت عيناه بتلك الصورة 
التي تدفقت معها صور أيام الزمن الجميل بلوحاتها الجميلة وألوانها 
المتعددة و  تسمياتها المختلفة 
أسبل أجفانه ولاذ برييع الماضي 
ليستنشق عبق نفحات مسكها وريحان  عندما كانت أواصر الجيرة والرحمة تجمع سكان الحي الواحد ، لم تكن صورة فحسب !!
لقد جعلته يسمع أصوات الباعة الجوالين وهم يطوفون الحارات بعبارات كانت تدق سمعه وكأنها نقش 
إزميل في حجرٍ تأبى أن  تزول  ، فجأة 
شعر بالدفء والحنان يسري في جسده المتعب الذي سقاه الماضي فرحة الألفة وأسسته ابتسامات الرحمة ، عندها تعالت في روحه الصرخات وعاش لحظات الماضي  وكأنّها بعثت من جديد  فأطلق الصوت مردداً لا أريد أن أعود ..
سأبقى في رحاب الماضي ولا أريد أن أعود ...
الأديب : محمد ديبو حبو
تعليقات
إرسال تعليق