(الشوق والاشتياق)بقلم:أ.عبد الحكيم العبسي
الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم
"الشوق والإشتياق"
لا يمكن أن نقرأ المحبة في كتاب أو لا يمكن أخذها من كتاب، وإنما هي نسخ من قلب إلى قلب، وللحب أربعة فصول هي الشعور، الإعتراف، الشوق، البقاء، أجملهم الأول، ولذتهم في الثاني، وأصعبهم  الثالث، وأما عن أصدقهم فهو الرابع، وكلما كان الحب متوازن متعافي متجانس متوهج مجنون كامل مكمل بين أضلع المحبين زاد الشوق لهيباً، والحنان بين الأثنين يصبح كالجبل، أما الجسد فيتوهج كل واحد في الأخر. فإن غاب الحبيب يبقى الشوق  جالس محله، وإن جاء الحبيب حل الحب في موقع الشوق.
فما أصعب أن أشتاق لمن لا يدرك سر الإشتياق، وما أصعب أن أنتظرهم، وأنا لا أدري أيعلمون بإنتظاري لهم، وهل سيأتون. 
مؤلم أن تحبهم بصمت، أن تكتب لهم بصمت، أن تعد الأيام في غيابهم بصمت، أن تكابد الحنين إليهم بصمت.
وكيف نكتب نبرة الإشتياق في سطور، وتلك التنهيدة أكبر من أن تسعها كل اللغات؟
وكيف أقاوم الإشتياق للكتابة عنك، ولا توجد في اللغة غير حروف أسمك التي تداعب خلايا عقلي وتغازل نبضات قلبي؟
وإن سألوني يوماً لمن كل هذه الحروف؟ لماذا كل هذا العشق والهيام؟ولمن كل هذا الشوق والشجن؟
سأقول لهم هنالك قمر على الطرف الآخر من الشوق مازلت أنتظره، ولن أكتفي حتى ألقاه.
فكلما اشتقت إليك تتعرى كلماتي، وتفضحني الحروف فتبوح لك عما في قلبي من جنون، وتحكي عن ذاك الحنين، وذاك الشوق المكبل بخلايا الروح كم أتمنى أن أكون لك وطناً ووسادة تسند عليها رأسك وغطاء يحمي قلبك من الآلام لأخر العمر.
وفي الأخير يمكن القول أن الإشتياق لشخص هو نوع من الإدمان لايعاقب عليه القانون، ولكن تُعاقبنا عليه الظروف بالحرمان.
د.عبدالحكيم عبدالجبار العبسي
تعليقات
إرسال تعليق