رواح الطوابين/بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي
قصيدة رواح الطوابين
ما اكثرُ الناسِ من نوعِ المساكينِ
كالحشرِوالناسُ أشكالُ المجانينِ
والناسُ تحتَ سيوفِ الجوعِ دامعةٌ
والكلُّ أمضى إلى بابِ الطوابينِ
أفكارنا منْ غلاءِ العيشِ ساهرةٌ
تدورُ ليلاً كترْسٍ بالطواحينِ
حربٌ ضروسٌ على البلدانِ طاحنةٌ
من حالِ فقرٍ فشى مثلَ الطواعينِ
كمْ من فقيرٍ بدون الزادِ مسكنهُ
أطفالهُ قدْ بدوا مثلَ العراجين
أجسامُ أنسٍ منَ العجفاءِ يابسةٌ
كالعودِ جفتْ على أيدي الملاعين
فالبطن تأكل من الياف حائطها
والماء يشرب من طمي ومن طينِ
والغدرُ عبرَ زمانِ الظلمِ مفسدةٌ
مصَّ الدماءَ كأنيابِ السراحينِ
كفُّ الرياحِ على الأزهارِ قاسيةٌ
أدمت قلوبا لها ثم الشرايينِ
الظلمُ يمضي بحدِّ الموتِ صاعقةً
والعدلُ موتٌ بلا نبضٍ ومركونِ
في ظلِِّ ظلمٍ على الأحرارِ نازلةٌ
النفسُ تبكي على حالِ المساجينِ
أوجاعُ جرحٍ بعمقِ القلبِ داميةٌ
فالناسُ موتى بنيرانِ القوانينِ
يا حسرةً من ضياعِ الحقِّ أزمنةٍ
والنارُ تأتي بليلٍ منْ ملاعينِ
والناسُ بين قبورِ الصمتِ ضائعةٌ
والشعبٌ يجرعُ منْ سمِِّ الثعابينِ
كيفَ الحياةُ وكفُّ العدل غائبةٌ
من جورَ لصٍّ بلا عقلٍ بلا دينِ
هوجاءُ غرْبٍ على الأوطانِ زاحفةٌ
مثل الوباءِ على زهرِ البساتينِ
روحُ النهارِ بلا شمسٍ ميتمةٌ
فالشمسُ خلفَ ضبابِ بالميادينِ
الليلُ ينزفُ والأحزانُ دافقةٌ
منْ كلِّ قصفٍ على رأسِ المساكين
بقلم ....كمال الدين حسين على
تعليقات
إرسال تعليق