الكرب أيلظ ناره/بقلم الشاعر فادي مصطفى
. الكربُ أيلظَ نارهُ
هل محجنٌ في القرب يطلب وصلنا
أم كربةٌ والكالحاتُ تعودُ
ومصيبةٌ تقتات من ألمِ الورى
والنّائبات على العباد تجودُ
والمزنُ ينأى عن ثرانا والكُرى
كَثُرَت وفي سخط الزّمان شهودُ
والحربُ طالت والرّماح تكسَّرَت
وطعامُ نار المشعلينَ جنودُ
والنّاس قد ضاقت بها سبل القرى
لم يبق فينا حاتمٌ أو جودُ
حتّى الكرام تراجعت أفضالهم
إنّ الضّباعَ على التّخومِ حشودُ
يا أيّها الزّمن الّذي ظلمَ الهوى
ما عاد ينفذُ للمسامعِ عودُ
زمنُ الصّبابةِ ذاب في أطلالهِ
فالخلّ كفَّت راحتيهِ قيود
والكربُ أيلظَ في المساكنِ نارَهُ
وصهيل بطن الجائعين ينودُ
بكتِ الرّجالُ منَ التّذلّلِ واللّظى
ما عاد ينفع للبنينِ صمودُ
واللّحيةُ العصماء أضحت مسبحاً
مع أنّ نوراً في الضّحى موعودُ
نُكِسَت وعود القائمين بأمرنا
وكأنَّ فعلَ الناكسين ردودُ
حتّى البيادرُ وافقت مأساتنا
والرّعد في صدر الورى مكمودُ
من قال حقّاً... نُكِّسَت أعلامهُ
من رامَ شرّاً... يعتلي ويسودُ
هل نكتفي في بعض حبّات النّدى
والنّهر عن قفرٍ هناكَ يحودُ
والخير يملأ كلّ طربوشٍ طغى
والنّاس عن طلب الحقوق قعودُ
مَن كان يمسك في عباءات الخنا
أخذت بهِ في النّاكسينَ عهودُ
من كان يمشي في مسارات التّقى
للعيش جوعاً عانهُ المعبودُ
قد زادتِ الضّراءُ في أجسادنا
أخذَ الحشاشةَ في الملاذ يهودُ
عن ساسةِ الإسلام غابَ كتابها
والدّينُ ضاع ليرتقي التّلمودُ
كان الجهيمُ مبدِّداً آلامنا
صار الجحيمُ على الجهيمِ يرودُ
نرجوك ربّ العرش فلترأفْ بنا
لم يبق عنّا مَن أرادَ يذودُ
كلّ الدّروب كمرتعٍ وخمٍ غدت
لم يبق فينا مَن إليه نعودُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق