ذكريات جندي/بقلم الشاعر د نعيم الدغيمات

 (ذكريات جُنديٌ عجوز 

       يحاكي الخارطه)

تدور بوصلتي دورانها ودورتها

على اعقابي

وتضاريس الأرض المتعرجه

ترتسم بالمداءات

وظلي يذهب بسرعة البرق

الى خطوط الطول والعرض

وانا جُنديٌ طاعن في السن

يملأُني الوهن وقلة حيلتي

بكل صنوف العذاب

ساعة صعودي الجبل 

تحملني اقتاب بطني

وفوق اكتافي ما يلامس سحابه

والقطرات تنزل على اليباس

فيغيب عني نظري الضعيف

ساعة الدوس على الطين

بقدمين أثقلتها البندقيه

التي شاخت بين يدي

فاتكأت عليها كي أستريح

وعند شارة الكونتور على الخارطه

فككت الرموز والشفرات

ووقفت لأضبط انفاسي  

على ايقاع الزحف لجندي شاب 

كأن له شيبة جنديٌ عجوز مثلي

فهاهي رموش العين تنظر بدقه

من الثقب الى الشعيره

حتى يرى ظلي الهدف 

فلا تحتار خارطتي

الى أي الاتجاهات ترسلني

لتمكنني من فك الحصار

فها انا ارسم دوائر واقواس 

لتحديد مكاني عند فقداني

للمجال المغناطيسي 

لكي أُوجه خارطتي 

نحوارض المعركه

ﻻعود لضبط انفاسي

باتجاه بوصلتي من جديد

للذهاب الى تشكيلات الحرب

تشكيلة لعبور الجبل والمرتفع

وتشكيلة للزحف فوق السهول

الى مكامن النور 

لينكشف المكان والزمان

نحوالضوء الاول

فيشتد دوران بوصلتي

رغبةبالعناق 

مع المجال المغناطيس

فلم يعد أبدا من السهل

تحديدالاتجاهات

الا بمناظيرالليل

التي تشاهد مطالع النجوم

لتكشف الفضاء 

وسرج افلاك سابحات 

وشُهُب ونيازك تعبر الحدود

لتحسم معركة حرب النجوم

بالرغم من اني طاعن بالجنديه

يعلوا الشيب راسي 

وَكَثُرَ شحم بطني ولحمه

حتى إرتميت على كثبان من الرمل 

وتفصدت عيوني بليل العمى مُقَلا

لتعيد رسم الاقواس والاهله

على خطوط الطول والعرض

لتنظر بوجوه من سيعلنون النصر

إنها حرب مجنونه 

ومكاني خلف خطوط العدو

تلك هي البوصله والخارطه بالحرب

بفقدانها يَفْقُدُ الجُنّْدُ الأمل بالانتصار

                 بقلمي د.نعيم الدغيمات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي