التعب المباح*2/بقلم الشاعر اسماعيل رزق الله
التعب المباح!
( 2 )
تعِبَ البالُ حقّاً وأخافتْهُ الأهواءُ
وسرى الحزنُ في أعماقيَ، والعياءُ
شاهدي حاضرٌ ويسجِّلُ خرْقاً
لِمَ هو مألوفٌ، ومن بينها الأخطاءُ
وينتشيَ الضميرُ، إن حيينا صلاحاً
أو يموتُ قهراً، إن عمَّتِ الغوغاءُ
يا إلهي، كم راجَ إفكٌ وعانى
من تبنّاهُ، وأحاقَ بهِ استهزاءُ
ومتاعبي، وقد فاقَتْ قدراتي جدّاً
فهويتُ، تتنازعُني، في جُلِّها الخُيَلاءُ
سئمَ القلبُ من كلّ هذا الهراءِ
والأجدى ليَ، حكمةٌ تطيبُ بها الآراءُ
وفي الساحِ، يمضي كلٌّ في سبيلِهِ
والريحُ تجري، وليسَ، أبداً كما نشاءُ
والحياةُ، لا يباركُها مخذولٌ وكثيراً
ما يتولاّنا ذهولٌ، وفيهِ سكرةٌ بلهاءُ
نرفضُ اليأسَ، حين نمُرُّ بضيمٍ
فإذا ما داهمَنا خطبٌ، توقَّفَ الأداءُ
فنهيمَ على وجوهِنا، كأنّا حيارى
ولا ندري كيف صرْنا، والهاربين سواءُ
ألديَّ تحتشدُ الآهاتُ، بعُنفٍ
وتكادُ تجيشُ، في صدورنا الأعباءُ؟؟
كم قبِلتُ، على الزمان اضطراباً؟؟
ورفضتُ الصِراعَ، فإذ بيَ أشلاءُ
وهأنذا أشكُّ بمن هُمُ حولي، وكأنَّهُمُ
ما أرادوا ليَ أن تختطفَنيَ الأضواءُ
ويستسلِمُ منيَ الجهدُ كليلاً مُعنّى
كمن حاصرتْه الكواسرُ، والظلماءُ
وحزَّ في نفسيَ انكسارٌ رهيبٌ، وعزَّ
عليَّ أن أهويَ، ويضيعَ الرجاءُ.
الشاعر م. اسماعيل رزق الله
تعليقات
إرسال تعليق