حال الدنيا/بقلم:د.م.جمال العباس
الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم
كلماتي/ الدكتور.م جمال العباس
حال الدنيا
حالي لايرثى لها فقط بل إنني
دوماً أنَبَأُ عنها كلما نَعقَ الغُرابُ
لا الحزنُ أضحى لِحياتي مُقلقاً
وبتُّ بِكلِ لحظةٍ سَعيدةٍ أَرتابُ
فَأَحزاني التي حَطَّمت لي خافقي
هي تراكماتٌ ولِجميعها أسبابُ
فالسعي وراءَ سَعادةٍ مَفقودةٍ
كمن يَظِنُ السرابَ ماءً وهو سرابُ
ماعُدتُ آبه لأي زمانٍ وغَدرِهِ
فهل يُكْسَرُ الماءُ الذي يَنسابُ؟
لم يَبقَ بِقلبي لأي حزنٍ مَوضِعاً
تَساوَت الألوانُ وماتَت الأعصابُ
فَتَغَيري ماشِئتِ يادنيا فإنني
كالسِّنديانِ باقٍ وأغصانها أحطابُ
يمضي الزمانُ كقطارٍ مسرعاً
لكلِ مِنا مَحطةٌ بها تُفتَحُ الأبوابُ
من عاش سعيداً فَحياتَهُ مَغنَماً
والشقي مٍثلي لاشك من رَبِهِ سَيُثابُ
فما الحياة إلا كالغرورِ مَتاعها
خِتامُ غَنِيِّها وفَقيرِها حفرةٌ وتُرابُ
لا تَأسفن على الدنيا فجميلها
لايَعدو إلا كَذِبٌ وزَيْفٌ ولَعنةٌ وهُبابُ
لا تأمنن ذوي القربى فَغَدرهم
كطعنِ القلوبِ بِسِيوفِها الأَغرابُ
كَمْ عَز عليَّ أنني قد أكرَمْتُهُم
وعامَلتُهُم بِطيبةٍ وكأنهم أحبابُ
ما كلُ من أظهرَ الأسنانً مُتَبَسِماً
فالليثُ أَخطَرُ إنْ بانًت الأنيابُ
تعليقات
إرسال تعليق