من يوميات زوجة/ بقلم: د. غفران جميل

الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم

من يوميات زوجة.. 
بقلم د.غفران جميل

كانت الزوجة الرقيقة حزينة بسبب اهمال زوجها لها بحجة أنها لم تراعي مشاعره ولبست ما يحلو لها من ألوان أمام الضيوف المهنئين بالزفاف، بالرغم من التزامها باللباس الساتر المحتشم فقرر معاقبتها بعدم الكلام اليها وعدم الجلوس معها.. 

و في صباح اليوم التالي قدمت الزوجة لزوجها وحبيبها قهوة الصباح في غرفة المكتب حيث اعتكف وخرجت لتشرب قهوتها بمفردها في غرفتها رغم أنها كانت تأمل أن يدعوها للبقاء معه.

 وبعد مرور ساعة من الوقت خرج الزوج الى الحمام، فهرعت الزوجة الى غرفة المكتب لترى كم أحب قهوتها وكم شرب منها فرأت الفنجان على حاله فعنفوان الغضنفر لا يسمح له أن يقبل شيئا هي من عملته بيديها.. 

هذا العنفوان كسر قلبها بلحظة واحدة وملأ عينيها بالدموع لكن لا وقت للحزن، عليها أن تتصرف بحكمة فإن قبلت أن تأخذ الفنجان الذي لم يمسه أحد إلى المطبخ تكون بذلك استلمت رسالته وبقي الوضع على حاله، وسيعيد إرسال الرسائل كلما أحب.

 فأخذت الفنجان بالفعل الى المطبخ و سكبت القهوة في حوض الصحون ثم أعادته ثانية الى مكتب الحبيب وخرجت مسرعة وتربعت  عرشها وعلت ثغرها ابتسامة عرفتها لأول مرة في حياتها..

عاد الغضنفر إلى مكتبه ليجد أنه قد شرب القهوة دون أن ينتبه، فندم على فعلته لأنه فقد الرسالة التي أراد توجيهها اليها وصار يتحسر على قلة تركيزه ونسيانه..
 كيف يشرب وينسى أنه فعل!! 

ثم دخلت ذات الابتسامة الجديدة  على ذو النظرة الحائرة ومدت يدها بخفة لتأخذ الفنجان الذي شربه الحبيب ونظرت في عينيه وقالت: صحتين حبيبي.. 

صحة على القهوة التي شربها و نسي أنه فعل وصحة أخرى على ....!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي