القرب/بقلم:د.عبد الحكيم العبسي

الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم

"القُرب"

تعد السعادة بمثابة الترياق للقلوب، ومصدراً للطاقة، وباباً لنشر المحبة بين الناس، وقد تكون السعادة لدى بعض الأشخاص في مجرد القرب من الحبيب وتمني العيش بجانبه طوال العمر، أو في ترقي المراتب العلمية والعملية. فالسعادة الحقيقية في راحة البال والتمتع والقرب من الحبيب وبالتقرب من الله عز وجل.كما أن للحياة قواعد كثيرة ولعل أهمها أن لا تطلب ما لا يُطلب كالشوق والإهتمام، وأن لا تهتم لمن لا يهتم لأَمرك، في كل الأمور إجعل نفسَك أولاً ثم البقية، من أراد القُرب سيأتي، ومن أراد الرحيل سيعلم أي طريق يسلك، إياك وإن تتبع خطاهم وتراقب إبتعادهم، أغلق عيناك عنهم وإبتسم.

ويتمثل القُرب والإحتواء الحقيقي بالشعور وليس بالمكان فهناك قلوباً تشعر بك من خلال ملاحظة التغير في حُروفك ونبرة صوتك.

أما من لا يستحقونك، لن يشعروا بك أبداً حتي لو رأوا دموعك تجري أمام عيونهم سيقولون لأنفسهم أنها تُمطر.

إقترب ممن يرونك بقلوبهم لا عيونهم، إقترب ممن يقرأون سطورك الموجعة ويميزونها من بين صفحاتك الممزقة هؤلاء هم من يستحقون السطور الأولي في كتابك للأبد. فالقرب ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﻤﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻤﻦ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻚ.

وأخيراً القرب والبعدكلاهما وجهان لعملة واحدة ألا وهو العذاب فالتوسط في العلاقة أفضل وآمن للقلب والنفس.

د.عبدالحكيم العبسي