أمي/بقلم:د.مفلح شحادة شحادة

الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم

أمي 
في حضنكِ يأوي العالم بأسره، أمي،
يرتشف من نبع حنانك القلوب المتعطشة،
وتفيض لمستك لتبدد تجاعيد الأيام،
أنتِ زهرةُ الفردوس في بستان الدنيا.

أيا معزوفة الحب الخالدة التي تعزفها نسائم الصباح،
أنغامك تتراقص على وتر الروح،
تنقشين على صفحات المعين أبجدية العطاء المطلق،
وفي كل كلمة، عزفٌ من أمان.

في لوعة الشتاء، كنتِ دفئًا يُذيب الجليد من حولي،
وفي قيظ الصيف، كنتِ نسمةً تروي ظمأ السنين،
فلا يُبقي ولا يذر حزنًا،
إلا ويجد في سمائكِ قوس قزح.

تحملين على عاتقيكِ قلعة الحياة،
وتُعلّمين بنيان الأمل كيف يعانق السماء،
أمي، يا نبضة الحياة الأولى،
ويا أجمل نبضٍ في قلب الزمان.

ربما لا تكفي الأقلام لرسم بورتريهٍ لروحك،
ولا الأوراق لتسعد ذكرياتي معكِ،
أنتِ ملحمةٌ من فرح، حب، وتضحية،
رحلتك مع الوقت هي رحلة النور مع الفجر.

في محراب عينيكِ، أجد راحتي ومطمح غدي،
أغرق في بحار الأمومة الزاخرة بكل نقاء،
أسافر في جنات عيونك،
ألملم منها قطرات العمر المُبارك.

أمي، أنتِ المأوى والملجأ والمدى،
قلبُكِ الذي لا يعرف سوى الإيثار،
يمتلئ بكل عظمة، وكل شفافية السموات،
حروفُ اسمك تتربع على عرش القلب للأبد.

والآن، أهديكِ هذه الخاطرة،
علّها تقطف الورد من بساتين الكلمات،
لأضعه بين يديكِ، إكليل شكر وإجلال،
لأنكِ أمي، أيتها النبع الصافي الذي لا ينضب، نبع الحنان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي