لمصابكم تدمى/بقلم الشاعر طارق موسى المحارب

 طارق المحارب ..

19/8/2021


في رثاء الجزائر الشقيقة ..

 بعد الحرائق التي التهمت غاباتها ..


لمصابِكمْ تدمى المقلْ ..

ليكمِّلَ الطَّرْفُ المعاشَ على خجلْ  !!

نأتي لمأساةٍ لننسى غيرَها ..

و معَ اسودادِ الدَّربِ ينقطعُ الأملْ  !!

تحمرُّ منْ موتٍ جبالٌ لاهبةْ

وترى الدُّخانَ على البلادِ سحائبا

و ترى الرِّثاءَ بكلِّ سفحٍ يُرتجَلْ  !!


ألمٌ ألمَّ و لمْ يعدْ ..

إلَّا و منهُ قرىً و غاباتٌ ..

غدتْ منْ بعدِ مَدٍّ تُختزَلْ  !!

في كلِّ يومٍ في  بلادي أدمعٌ ..

وعلى شفاهِ الخلْقِ فقرٌ يُستهَلّْ 

أو مقتَلٌ منْ دونِ ذنبٍ في السُّهولِ ..

و في الوهادِ وفي الجبلْ  !!

هلْ ذنبُنا أنَّا نريدُ العبشَ في صفوٍ ..

وذا ذنْبٌ كبيرٌ في صدورِ الكارهينَ لنا  ..

وفي مكْرِ الدُّوَلْ  ؟!!

أمْ إنَّنا ما زالَ فينا منْ يحنُّ إلى حياةِ الأوَّلينَ  ..

وقدْ رأى أنَّ اخضرارَ الأرضِ يمسحُ كلَّ أصنامِ العروبةِ ..

و ارتأى في كلِّ جذعٍ أسودٍ جسماً يشابهُ لاتَ أو عُزَّى ..

فأسهبَ في الحرائقِ كي يرى هُبَلاً يُرافقُهُ هُبَلْ  ؟!!


تبدو على وجهِ العروبةِ في الصَّباحِ وفي المساءِ كآبةٌ 

و الزَّادُ غادرَ بعدَ إغلاقِ المحلّْ  !!

همْ بسرقونَ حجارةَ البُنيانْ

و معازفَ التَّطريبِ والألحانْ 

في الشَّامِ في مراكشٍ ..

في مصر و العراقِ و السُّودانْ

و إذا حديثٌ بعدَ هذا يُبتَدى فهوَ الجدلْ  !!

لمْ يبقَ  في هذي المدائنِ شجْرةٌ خضراءْ

لمْ يبقَ نهرٌ حاضناً للماءْ

لمْ يبقَ خبزٌ ..

و الشَّبابُ يريدُ خبزاً فارتحلْ  !!


بسعَونَ للتَّهجيرِ في كلِّ بلدْ

يسعَونَ للتَّيتيمِ ..

حتَّى كلَّما المولودُ جاءَ إلى الدُّنا عاشَ الحياةَ بلا سندْ   !!

يسعَونَ للتَّشويهِ في شكلِ الجنينِ ..

فكلَّما حملتهُ أنثى صارَ منْ رعبٍ ومنْ داءٍ ..

و منْ.جوعٍ  مُقيمٍ في خللْ  !!


و يحاولونَ كساءَنا بالعريِ في فصلِ الشِّتاءْ

و يغيِّرونَ النَّحوَ و الأشعارَ و القرآنَ و الإنجيلَ  حتَّى لا نشاءْ

و همُ لهمْ  أنْ يغرضوا نوعَ الجُمَلْ   !!

و يقاتلونَ الصِّدقَ في أقوالِنا

و يُحاربونَ الجُودَ في أخلاقِنا

ويباعدونَ النَّجمَ عنْ آفاقِنا

ويباعدونَ النُّورَ عنْ.أحداقِنا

فلنا السَّرابُ ..

وهمْ لهمْ  حقُّ امتلاكِ الأرضِ والمرِّيخِ والأجرامِ بدءاً منْ زُحَل  !!

و يغيِّرونَ الصَّوتَ في أطفالِنا

و الحُسْنَ في فتياتِنا

و المجدَ في ثغرِ الحصانِ إذا صهلْ   !!


طارق موسى المحارب ..


بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي