جفت مدامعي/بقلم الشاعر عويد الجميلي
( جفت مدامعي )
جَففَ الموتُ مدامعي لا تَسكُّبا
ولستُ مِنهُ يومَذاكَ مُشاغِبا
فالموتُ أدرى لِحالِنا مِنهُ سكرةٌ
لم تنسَّ أحداً مِنا ومِنهُ تُجانِبا
واحسرتاه إنْ لمْ يكُ اللهُ راضياً
عَني ولَمْ تَكُ أعمالي ليَّ حاجِبا
يومَذاكَ سيستَبدلُ إسميَ جِثَةً
يفقدُ وجهيَّ نورَهُ ويغدوَ شاحِبا
وسيرحلُ الأحبابُ بعدَ مَدامِعٍ
ولَمْ يَكُ بعدَ دفنيَّ لي صاحِبا
رَبآهُ أعِنّي لِكَبْحِ الحياةِ وَسعيها
ولا تَدعْني وراءَها لاهثاً مُتكالِبا
بالأمسِ ودعتُ إخوتي وَبكيتَهم
وسيبكيَّ أهلي عليَّ يوماً غائبا
تَطِلُّ شَمسٌ على الناسِ وَيحَهمُ
كلٌّ مَنهُمُ يجرني لِقبريَّ ساحِبا
ويمنّونَ عليَّ بِطلبٍ مِنْ إمامِهم
يجودوا بكرمِهم كلهُمُ ليَّ واهِبا
وفي البرزَخِ نَحيا حياةَ منازلٍ
فمِنا السعيدِ ومِنّا شقيّ خائِبا
يَقِلُّ ألأهلُ والأحبابُ عَنّا زيارةً
ويبقى قليلٌ مِنهُم ذاكِراً وناحِبا
فليتذكّرَ كلٌّ مِنّا قيامةَ يومِهِ
ويتصدَّقَ للهِ كُلما تَطلَّبَ واجِبا
وينزعَ سِهامَ طيشٍ بِها مُتفرِّدا
ويعلمَ اللهُ في كلِّ نَقِّيرٍ مُحاسِبا
وأنتَ الذي بُليتَ بشهوةٍ ونزوةٍ
وحَياتَكَ قضّيتَها بِعَمْدٍ مُتلاعِبا
وأنتَ الذي جمعْتَ المالَ بشهوةٍ
أثْريتَ جيبَكَ بمالِ الناسِ ناهِبا
حَذاريَ مَكرُ اللهِ وحُبِهِ لِعبادهِ
ولا تَنسى مَلَّكاً لِسيئاتِكَ كاتِبا
هبْ لنفسِكَ عندَ ربِّكَ توبةَ نادمٍ
وارجع لِرُشدكَ خالصاً منيباً تائبا
فاللهُ أسألُ حياةً و حُسنِ خاتمةٍ
وبجَنَّاتِ الفردوسِ قصراً ومآيبا
《عويد الجميلي》العراق
تعليقات
إرسال تعليق