إعلان سلمت كل دفاتري/بقلم الشاعر فادي مصطفى
. إعلان
سلّمتُ كلّ دفاتري لِبُنَاني
وتركتها تشدو على الإدمانِ
حرّرتُ نفسي من قيود مخاوفي
وكتبتُ ما منهُ العباد تعاني
جفّت عروق الخوف من نبضي هنا
وسرحتُ أنسجُ في العذاب معاني
وصفعتُ من سرقَ الورى بقصائدي
ما همّني لو متُّ بالأثمانِ
قَولي غدا متنفّساً لمواجعي
ولِمَن يُجيدُ الغوص في الإمعانِ
صوّرتُ أحوال الخليقةِ كلّها
ورفعتُ ستراً كان كالأكفانِ
والتفَّ حَولي من يذوق مرارتي
والكلّ أصبحَ أينما خلّاني
ماعاد شعري عاشقاً لأنوثةٍ
فالفكر صار بذلّةٍ وهوانِ
كلّ الحمامات الّتي أطلقتها
لم تبقَ في كبدِ السّماء ثوانِ
مات السّلام بخنجرٍ من قهرنا
عاث الفساد ببيرقِ الألوانِ
حتّى الدّموع تلوّنت بمرارةٍ
والشّؤمُ يطرقُ منفذ الأعوانِ
ما عاد لي ثقةً بأعوانٍ لنا
سرقوا جميعاً بيضةَ القّبانِ
ثرواتنا آمالنا وشبابنا
قد أجبرت قسراً على الهجرانِ
ضيق الحياة ستائرٌ حول الرّبا
فاسودّتِ الدّنيا أمام عياني
قد كانتِ الأشعار تسرحُ في الهوى
جاء الظّلام مغلّفاً ديواني
هيهاتَ يا زمن المحبّة والغوى
هيهات يا زمناً بغير زماني
ما كنت أحسبُ أنّ شعري يلتوي
ما كنتُ أحسبُ في الهجاء مكاني
لكنّني أُجبرتُ من قهرٍ بنا
أن أُظهرَ المظلومَ بالتّبيانِ
هذا شعوري لم أكن إلّا بهِ
أصدرتُ من قلب الشّعور بياني
ونذرت نفسي أن أكون لحقّكم
قلماً له كاللّون للفنّانِ
هذي بلادي والدّموع لأجلها
أهلي وشعبي ذلّهم أعياني
لم تحسبِ الأقلامُ أنّي ثائرٌ
فَعَطَت حروفي أجمل الألحانِ
أنا ثائرٌ ضدّ الّذين تجبّروا
جعلوا الرّجال بشبهةِ الإنسانِ
أنا للأسودِ مزمجرٌ عند الوغى
قلمي سلاحُ الرّفضِ للإذعانِ
قاتلتُ يوماً بالرّصاص لأجلكم
والغدر منهم في الكرى أرداني
حين انتهى من جعبتي ذاك الدّوا
قرّرتُ أكملَ وامتشقتُ بناني
وكتبتُ من أجل الحقيقةِ وحدها
هذا الّذي قد كان من إعلاني
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق