للمقدس في الماء / عبدالله نوري الياس
(للمقدس في الماء )
لجلالة المطر
في الأ فواه
للمواسم التي غدت قاحلة
دون خرائطي وأصابعي
لقوس قزح وهو يبعث بألوانه
في القلب
لصدرك الذي فتح موسوعة السماء
للغد الذي اطاح حيل دمدماتهم
للرئة التي ما طأطأت صوتها
للبغاة
رغم السيول والقرقعات
للزمن الذي شاط
بين أفخاذهم وبنادقهم
وظلت رؤوسهم منبطحة كالبوجيات
في نهاية الفصل الأخير
للساعة التي دقت فرحها
في الروح
ورسمت حياءها على الجبين
للجراح الصابرة
وعلى باحة المنزل القديم
وفر من فر
من الشواذ والدعاة
ونافخوا الهواء في الهواء
حتى تلاشوا في المدن القصية
وتركوا أشلاء حنينك
للقبح للريح للذئاب للصرخات
وأنا هنا بالقرب من شذاك
أحمل ليلك المدمى بالرصاصات
سراجا للغائبين عن تنانيرك
لللآتين من الكراريس
والدمعات
وعلى الكتفبن
أربت شجاك
مرك وعسلك
أركض بنورك بأنينك
مع الهامات
وأضع الراحات على الراحات
كل اللذين عافوك في منتصف الكلام
عراة في قبو الظلام
نياشين فارغة
وعناوين دون فضاء
أضحك اقهقه
أنفجر أطير
لكني أدركت دونك
تسقط كل الفلسفات
دوني في سجلك الأبدي
عن بقايا عصافير فوق ثراك
وأنا في مفكرة الجيب والقلب
أحفظ كل سنين بصماتي
علقي قيامتك
على كل باب ومنحى
ودربونة وجدار وشارع
على كل ناموسة وجوع
ويراع وتنور
وناقوس وجرس
وفلسفة وكتاب
وكل ما أنجبت حسراتي
قولي لهم يابغديدا
أنا كل هذا الهواء
المطلق
والمطلق أنا في حضرة الله
قولي لهم أنا الألسنة
في قيافة المطر
وأنا اليعسبات والطيور
تشهق السنونوات
في حضرتي
وحضرتي قافية في النور
وأنا مصافي العرس
والشرفات
قلت لا تقلقي أنا آت
أصيح أليك من الغربة
من زئير البرد والحر
من حطام الخيم والكرفانات
تذكري إذا مر طير
أو حلم
في سماءك
أنا عشه السرمدي
وأنت قبلة النايات
في دمي وخفقاتي
=======================
-عبدالله نوري الياس ...العراق
تعليقات
إرسال تعليق