رأس السنة السورية/بقلم:د.غسان القيم

الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم

الأول من نيسان رأس السنة السورية
يعد التقويم السوري أول تقويم مايزال مستخدماً حتى الآن وهو يصادف في هذا العام (6774) 
يرتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى منجبة الحياة نجمة الصباح والمساء في آن معاً.
عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ أم الزلف . وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في كل  أرياف سورية 
عالعين يم الزلف زلفا يا موليا . كانت احتفالات رأس السنة السورية تبدأ في الحادي والعشرين من آذار الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير بعدها تبدأ الاحتفالات لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان…
وزلفا هي الإلهة عشتار التي تتزيّن للقاء حبيبها كما الأرض التي تزدان بكل انواع الأزهار..وكان ثوب عشتار الذي ترتديه مزيّناص بأنواع الزهر والثمر ورموز الخصب والوفرة والتكاثر ..وكانت تدعى أم الزّلف وتعني في القاموس السرياني [ الزينة والثوب الموّشى]..
ولفظة عالعين يا أم الزّلف زلفا يا صبية ..وهي كلها إشارات إلى الانثى الجميلة ..السيدة رفيعة الشان والقدر ..وزلفا تعني الأبية المتكبرة ..وكلمة موليّا في القاموس السرياني تعني الخصب والوفرة ..وكانت تمثل دور الكاهنة المقدسة أو الملكة التي صارت شجرة الصنوبر /شجرة عشتار/
لقد أشارت كل المصادر والدراسات الى قدم هذه الأغنية التراثية الجميلة في تراثنا الشعبي السوري العظيم..
فقد كان الناس يردودون كلماتها في عيد الربيع عيد السنة الجديدة ..إبتهالاً بقدوم هذا الفصل الجميل التي تؤرق فيه الأشجار وتنفجر ينابيع المياه فتزهر الورود وتنتعش سيقان القمح وتعود الحياة إلى طبيعتها الجميلة الساحرة ..
أخيراً نقول :بان هذه الأغنية "هيهات يا ام الزّلف " لا تصلح للفرح والرقص فهي تغنى على انغام الناي الهادئ الحزين وليس على أنغام الطبل والمزمار..

كلّ عام وأنتم وسورية الحبيبة  بالف الف خير
"أكيتو بريخو"للجميع 
أكيتو (بالسومرية: “أكيتي سنونم”) هو عيد رأس السنة لدى الأكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، يبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
لغوياً اكيتو تشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير، والآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق تكشف أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيدٍ للحصاد الزراعي، الذي كان يُنجز مرتين في السنة الواحدة، الأول في شهر نيسان، والثاني في تشرين الأول.وتطور العيد من إحتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الإعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية.مما يلقي الضوء على الإعتقادات السائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر مشتركة بين الأكاديين والبابيلين والآشوريين والآراميين، حيث ساد الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا “حركة دائرية مغلقة”، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي