بوح الوجع/بقلم الشاعرة هدى حجاجى احمد

 بَوحُ _الوجَع  


ثمة عتاب طويل في صدرك ..كتمانه صعب وإفصاحه إهانة !!  ثمة اشياء لا تبدو بتلك البساطة !! ...كنت أحسب أني أسير على الطريق الصحيح إلى أن جرفتني أمواج الانكسارات ، وابتلعتني هوة الأحزان ..موت أبي  ورحيل زوجي وغيرها من الأحزان ومرض جدتي من الواضح أنني قد نسيت أن تلك العجوز الطيبة قد شارفت على الثمانين من عمرها ، حمل جديد يضاف إلى أحمالي الثقيلة المتشبثة بكتفي .  ليس هناك متسع من الوقت عليك أن تبدأ برتق جراحك بطريقة ما ، طريقة تعمل فيها تفويض كل محاولة قد تزيد من عمق الألم . .  أشفق على قدمي من ضرورة الحفا,من واجب الوقوف كل رغبة جثو,من الدرب بالع الخطوكأني مامشيت,من هذيان البوصلة,من تلبس العناوين,من العودة بخفي حنين... كلماتنا القليلة كانت تعني لي الكثير ....  والكثير كنت أحسه نحوك ولا أستطتع التعبير عنه إلا بالصمت ...  تذكرتك ذات صباح وبمجرد أن أفقت من نومي جريت على الحاسوب كي أوقظك ..حتى أقول لك صباح الخير ..  كيف أنت ؟!  ووصلتني رسالتك التي تحمل أجمل الكلمات وأرقها ...  لا أبدا ...وأحب أن أفيق على صوتك... يسعد قلبك صباحك معطر بأريج الياسمين وعبق الجوري. خشيت أن أكون قد ازعجتك   لا ابد. لا كنت أتفرس جدارك .. أشوف مين عامل لايك مين عامل قلب أحمر ومين ومين.. كنت أغار عليك كثيرا ومازلت  فأنا أعرف عالمك الفسيح الذي يضج بالنساء والرجال معا..لكنه كان هناك ثمة طمأنينة تخبرني انك مازلت بخير وأن قلبك لا ينبض إلا لي ..هل تذكر ؟  أحپك أريدك وإن اشتقت لي تعرفي لماذا لا أري منك هذا الاهتمام أنا أهتم لكن أنت صعبة المراس أحبك بغيابك ألهو بضفائرك كانت تلك هي المرة الأولى التي أشعر فيها برعشة الحب وجنونه وعذابه أيضا ... ابتعدنا كثيرا ..ابتعدت عنك كثيرا  أنا أيضا كنت أود الغياب طويلا ..كنت أود ألا أعود ثانية حتى تظل تبحث عني أو تلتمس طريقا إلى النسيان كنت أود أن أرحل ، وأحمل حقائبي مسرعة نحو ممر الخروج ..كنت أود ألا أتلفت خلفي ثانية إلى سفر بعيد قد لا ينتهي .  لا أريد أن أقضي حياتي المتبقية أفكر بذعر من تكرار الماضي اخترت أن أدفع هذه الترهات وأكتنزها في قاع الذكريات المنسية ،أن أمضي بها دون تعريتها أمام أحدهم ، قادرة على هذا الأمر لوحدي دونك دون مساعدتك ، بل وحتى علة تبديد تلك الذكرى السيئة دون تعويض قد يرضيني ..هذا الشيء الوحيد الذي في صمودي ، قدرتي وثباتي على إخفاء ندوبي ...هذا  الحزن الطويل يزداد طويلا كلما التفت إليك ويضيق علي قلبي ،والتقوسات بداخلي والجدائل المعقودة التي لا تنفك أبدا .. كنت أود الخروج من هذا الكهف المظلم الحالك السواد الذي زرعته في داخلي ، كنت أظن عبثا أحاول الخروج من هذا الضباب الداكن...... كانت تتسارع خطى أيامي ، لكن عقلي كان لازال عالقا في الماضي .  وحدتي القاتلة تحدق إلي ببلاهة تترقب معي تتكئ برأسها على كتفي تمسك بيدي عقارب ساعتي تدور عكس انتظاري تتأفف بصوت مقزز ألكزها تسقط ضاحكة ...  وأقول متى متى ينتهي ضجيج قلبي ..  


هدى حجاجى احمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي