حوران/بقلم الشاعر د. عبد السلام المحاميد

 *حوران* 

هذا فؤاديْ على أبوابِكِ احْترَقـا

حَوْرانُ ما عَقَّ مَنْ يَهْوى وما أَبِقا


حَوْرانُ يا جنَّةَ الأكْوانِ معذرَةً

إنْ كانَ حُبُّكِ بعدَ الله مُعتَنَقـا


أهواكِ أُنشوْدةً خضراءَ راقصةً

تزُفُّ للعاشقينَ الفُلَّ والحبقـا


أهواكِ باقَةَ شِعْرٍ ما نَطَقْتُ بها

إلاَّ تمنَّيْتُ هذا الشِّعْرَ لو نَطَقا


أهواكِ نَهْراً،و نهداً شامِخاً، ورُبىً

نَديـَّة ً، بالأمـانـي تَزْحـَمُ الأُفُقــا


وَجَنَّةً راْحَتـاها فاضــَتا كَرَمَـــاً

كوَجْهِـــها إذ تجلَّى عِفَّةً وتُقى


أهواكِ أنتِ الهوى ما لامَسَتْ كبِدِيْ

أوتــارُ حبِّـــكِ ، إلاّ أَتلَفَـــتْ رَمَقـــا


وَشَّحْتُ بالطِّيبِ منْ رَيّاكِ قافيتي

فأزْهرَ الحَرْفُ فيها و انتشى عَبَقا


فيكِ اجتَنَيْتُ منَ اللّذاتِ أعْذَبُها

وناضِرُ العُمْرِ في ريعانهِ سُرِقــا


أظلُّ كالبُلبُلِ النَّشوانِ لا نُــوَبٌ

تنوبُني ، أو هُمومٌ تبعثُ القلقـا


تِلكَ الليالي وقَدْ مَرَّتْ كثانِيَةٍ

لذِكرِها أعْذُرُ القَلبَ الذي خفقا


أَلهو وأرتَعُ في دُنــيا مَفاتِنِـــها

أُهدهِدُ العُودَ،أو أستَنطِقُ البُزُقا


حَوْرانُ أغْنيةٌ طابَ الزمانُ بــها

في شدْوِها مُتعةٌ لا تنتهي و شقا


تَغْتالُ روحي بأنْفاسٍ مُعطَّرةٍ

وما تُبالي بروحِ الصَّبِّ إنْ زُهِقا


تُذوِّبُ الآهَ في قلبي و تترُكُني

على الطَّريقِ خيالاً شاحباً مزِقا


تقولُ لي: يا صديقَ العُمرِ كيْفَ ترى

شِعْري لديكَ؟ألَسْتَ الشَّاعِرَ الحَذِقا


الشِّعــْرُ سيِّــدتي نــارٌ مُــقَدّسةٌ

لا تعرِفُ الزَّيْفَ والتَّلفيقَ والمَلَقا


الشِّعْرُ ليسَ انزواءً خلْفَ قافيةٍ

ولا مِداداً رَخيصاً يصْبُغُ الورَقا


يا عَهْدَ حُبِّي في حَوْرانَ لي أمَلٌ

قد نعَيْتُ شبابي أنْ يكونَ لِقـا


أنا الوفيُّ فَهَلْ عيناكِ تذْكُرُني؟

يا غابةَ النّورِ تُهدي للضُحى ألَقا


أيّامَ لا حاسِدٌ يسْعى بفاحِشةٍ

ولا رَقيْبٌ بغيْضٌ يرْصُدُ الطُّرُقا


الوِدُّ تصْفُو بأيديْنا مَشارِبــُهُ

لا نقْبَلُ الوِدُّ إلاّ صافياً غَدِقا


كأنّما الدَّهرَ مأمورٌ نقولُ لهُ:

أَقْبِلْ، فيُقْبِلُ لا كِلاًّ ولا نزِقا


حَوْرانُ يا أنتِ يا أحلامَ داليَةٍ

أَكْرِمْ بشُرْبٍ وساقٍ كالْملاكِ سقَى


نُسْقى،ونَسْقي الهوى منْ خَمْرِ نَشْوتِنا

تَزيْنُ صَدْرَ النُّجـومِ الزُّهــرِ والعُنــُقـا


حكايةُ الحُــبِّ مازالتْ قلائِــدُهــا

تُطَهِّرُ النَّفسَ منْ إثمٍ إذا عَلِقــا


حكايةٌ كلَّـــما مـــرَّتْ بذاكــرَتـي

مرَّتْ لتترُكَ ليْ في غُربتي أَرقا


وليسَ يــأْرَقُ إلاّ عاشقٌ دَنــِفٌ

يأبى لديْهِ الكَرَى أن يسكُنَ الحدَقا


فلا الحبيبَةُ بَعْدَ اليوْمِ زائِـــرةٌ

ولا القصائِدُ يُطفي وَبْلُها الحَرَقا


حَوْرانُ عاشِقةٌ مازالَ سوْسَنُها

وفلُّها في شرايينِ الفؤادِ رُقى


حَوْرانُ يا دمْعَةَ الأحلامِ يا وطناً

الحبُّ فيهِ و نارُ الشّوقِ ما افْترَقا


وهبْتُكِ الحبَّ إنَّ الحبَّ منْ شيَمي

و هلْ يُلامُ أخو وِدٍّ إذا وَمَقا… ؟


لمِثْلكِ القلبُ يَهْفو،فاقبَلي رَجُلاً

إنْ قالَ:أنتِ الهَوَى صِرْفاً فَقَدْ صدَقا

          

د.عبدالسلام المحاميد

            **********************

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي