صدى الشعر بقلم الاديب عبد الرزاق كيلو
صدى الشعر...... نعم بالوفاء يحيا الحب بالإنسان...!؟
كتبت الشاعرة الرائعة " فينيق علياعيسى " قصيدتها (
مواويل_خرساء ) التي حملت في طياتها بعدا فلسفيا عميقا.. تقول الشاعرة:
.
صوتي كفّرَهُ الصدى !
يومَ شفتاي رمّدَتْهما حربٌ أفلسَتْ صلواتِ الاستسقاء
حتى غدت حَنجرتي مقبرةَ أغانٍ جماعيةً
فـكيف أناديك..!؟
تركضُ بكَ ذاكرتي ..
مثقلةً بمواعيدَ تصحّرت
يعوي حنينها كذئبٍ ضيّع ضوءَ القمر
و لا شفاعةَ لعناقٍ أرشَفَتْهُ الأحلام !
إييه....
يا ترياقَ أماسيّ الثكلى..
يا حبيبا وثَّـقْتُهُ زمرةً لدمي !
أحفظُ ريحَك في ظهر القلب
كيف أهربُ بهِ..
الشوارعُ مانجَتْ تتراشقُ اللعنات ؟
ولا مناص..
نُزْهِقُنا أضاحٍ لسِلْمٍ رجيم
هناك ..
تركلُ السماءُ وجهي الفقيرَ إليك..
تفوزُ شِباكُ الأرضِ بك شهيدا
وأتبعُكَ طابورَ نحيب....
فجاء منا الصدى قارئا:
إذا منع المرء عن حبه عادة يأخذه الحنين و الشوق إلى ما يشبه الداء و المرض... فيلازمه السقم... و تلم به حال الصد عن مراتع الحب و الصبا...و لهذا أظهرت الشاعرة فاجعة قلبها بالحاضر الغائب المستكين في النفس...فجعلت لأحزانها جسما لطيفا تتكاثف فيه الأشواق و الرغبات في تجريد معنوي و فصل بين الماهيات و الجواهر...بين الروح و الجسد
و بعيد ذلك... تبني الحب بقشيب الحاضر معززا يمشي على خطا الأمل في طريق طويلة و شاقة... ليس منه إلا احتمال الحلم.... الذي يداعب الخيال بين الفترة و الأخرى هذا الاحتمال الذي لو مازجت فيه الشاعرة نور الشمس لمازجها..!
و هذا افتراض يقوم على الحدس النفسي فنتج عنه هذا التمازج بين فرح القلب و غياب الجوهر الحي في عالم الماورائي...!
فلا اختلاف أن وفاء الحبيب يقطر عسل الفكر و خمرة الروح من جمل و كلمات أسلوب السرد فيها يجول في وقائع النفس و تداعيات الحزن على جسر الوفاء عابرا من ضفة الحنين إلى ضفة الأسى يدوم فيه الجوهر مع دوام المؤثر خالد في الشهيد بعلة الزمان والمكان..!
نعم... أوغلت الشاعرة استقصاء و تدقيقا في أبعاد حبها زمانا و مكانا و حاضرا و غائبا منحوتا في عروق الدم و الوجدان... نعم ....بالوفاء يحيا الحب مع الإنسان
عبدالرزاق كيلو
تعليقات
إرسال تعليق