الشَيب/ ‏بقلم ‏الشاعر ‏طارق ‏المحارب ‏

طارق المحارب ..
8/1/2020

الشّيب ..

إنْ شابَ رأسُكَ فاتَّئدْ بخطاكَ
وكنِ الحليمَ وقدْ تركتَ صِباكَ

راحتْ بكَ الأعوامُ تجري جريَها
 و لكمْ وددْتَ بأنْ تظلَّ هناكَ   !!

لا حُزنَ في هذا ولكنْ نظرةٌ
 لو كنتَ تجهلُ قدْ تُقيمُ هداكَ

إنَّ الشَّبابَ يغرُّ لولا كَبْرةٌ
 وهنتْ بها عندَ المساءِ قواكَ

ترنو إلى الشَّيخِ المُسنٍِ إذا انحنى
عودٌ   لهُ  بتفكُّرٍ   عيناكَ

لترى بأنَّكَ ذاتَ يومٍ بالغٌ 
هذا الذي منْ عِبرةٍ أبكاكَ

فعرفتَ أنْ ليسَ الشَّبابُ بدائمٍ
لو كانَ ربُّكَ فُسحةً  أعطاكَ

فتواضعتْ نفسٌ لديكَ ولمْ تكنْ
منْ قبلُ تعرفُ رحمةً يُمناكَ  !!

تعلو وتهبطُ في الحياةِ تكبُّراً
يا لَلصِّبا  كمْ عمَّ فيهِ أذاكَ    !!

أبصرتَ شيباً في رؤوسٍ تُوِّجتْ
ببياضِهِ  فخشيتَ أنْ  يغشاكَ

وعرفتَ أنَّ الدَّهرَ بعدَ تقدُّمٍ
سهمٌ لهُ لو عشتَ فيهِ رماكَ 

لا تحسبنَّ الشَّيبَ عيباً طالما
كبِرَ الأناسُ و أنتَ مثلُ سواكَ

لكنْ عليكَ بما استطعتَ إذا أتى
أنْ تُكرمَ الضَّيفَ الذي  يلقاكَ

هوَ كالصَّديقِ حفظتَهُ و إذا بهِ
منْ بعدِ طيشٍكَ نُصحُهُ واساكَ

فكنِ الذي حفظَ المشيبَ بسيرةٍ
بيضاءَ  ناصعةٍ  إذا  وافاكَ

ليسَ الفتى بالشَّيبِ يعظمُ شأنُهُ
 و هنا لهُ سوءٌ غدا و هناكَ

إنْ لمْ تكنْ نفسٌ لديكَ رزينةٌ
فالشَّيبٌ عارٌ يقتدي بهواكَ  !! 

بقلمي ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي