زهية محمد ..أم امين بومرداس الجزائر. عجبا لزمن الكورونا

عجبا لزمن الكورونا 
فيروس لا يرى بالعين المجردة هزم أقواما ووضع دولا كانت تظن أنها لن تهزم أبدا..
فيروس كورونا نزع أقنعة عن وجوه كانت تُعد رموزا  وعرى عقولا كانت تُعد و تتباهى ظهورا ..
فهل خطر على عقل البشر أنه سيأتي يوم عليهم وهم يختبؤون في منازلهم خوفا وهلعا ..
ليس من أسلحة متطورة تبيد أرواحا ، ولا من دبابات مدرعة تهدم حصونا  ..
ولا خوفا من طائرات تدك مدنا وتشعل هنا وهناك نيرانا ..
إنه فيروس فعل الأفاعيل في زمن التقدم والتطور المذهل في كل المجالات ..
فيروس أذل وأعجز أقوى الدول في العالم ..
هذا الفيروس جعلنا نتذكر المقولة الشهيرة..يُرغب في الشيئ حين يُمتنع ..
وفعلا ...ألم نقطع صلة أرحامنا متحججين بضيق الوقت وكثرة الأشغال..
كم من مريض لم نعده تخفيفا عنه و لأنفسنا حسنات ..
وكم من قريب لم نزره وتمر هكذا السنوات ، وقد يكون بلغ من العمر ما يجعله قريب الموت والله أعلم بالآجال ..
وحتى الوالدان لم يسلما من الهجر ونكران المعروف ، بعد أن أفنيا من العمر دهرا ..
في زمن الكورونا اختفت وجوه لم تغب يوما عن استظهار المهارات، كل في فلكه يسبح ..
كورونا جعل من أبطال الأمس أقزاما ، لا يظهرون إلا من وراء هواتفهم منهارون مهزومون..
ألم يكونوا أبطالا منقذين ..
ينقذون العالم من زلزال عنيف مدمر ، أو بركان هائج لا يبقي ولا يذر ..
وفي بطولة أخرى ينقذوننا من فيروس غريب ظهر ..أو فيضان أغرق الأرض وفوق البنايات عبر ..
أين من كانت تسمي نفسها فنانة وتغري الشباب بلباسها وحركاتها ، ولا يهمها إن ضاعوا بعد كل هذا ..
أين من كان يسمي نفسه بطلا واتخذته كل مغفلة فارسا ، حتى لم تعد ترى في من يطلبها للحلال ملائما ... 
أين لاعبي الكرة الذين بلغت شهرتهم الآفاق، الذين تُهدى إليهم الأحذية المصنوعة من الذهب ...
أو الكرات الامعة الذهبية الصنع ..
ألم يكن بالإمكان صرف تلك المليارات على شعوب أنهكها الفقر وقتلها الجوع ..
أين الحكام الذين أوصلهم الجهل والحمق لاستعباد شعوبهم وكاد الواحد منهم أن يقول ..أنا ربكم الأعلى..كما قال فرعون ..
زالت الأقنعة وتعرت العقول ..
لم يبقى في الساحة الآن إلا من لم يكن لهم حظ من التكريمات والجوائز والعطايا ..
إنهم العلماء والأطباء والممرضون نساءا كانوا أو رجالا..
الآن فقط نعتبر إن كنا من المعتبرين ، ونعلم علم اليقين أنه لا يصح إلا الصحيح..
ونتعلم كيف نعطي كل ذي حق حقه حتى لا تنقلب الموازين ..

فضفضة في زمن الكورونا ..زهية محمد ..أم امين بومرداس الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا ‏سيدة ‏الجمال ‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏// ‏ ‏ ‏ ‏ ‏بقلم ‏الشاعر ‏لؤي ‏الشولي ‏

أيقونة الصباح // بقلم الشاعرة منيرة سلمان تفوح

ما حيلة المشتاقِ/بقلم الشاعر د علاء الدين آله رشي