ولكن // بقلم الشاعر فادي مصطفى
ولكن...
بعقيدتي لن ينتهي الزّيتونُ
وسيثمرُ التّفّاحُ واللّيمونُ
وستنتجُ الخيرَ الوفيرَ حقولُنا
وسيكتفي المحتاجُ والمجنونُ
هذي وعود الحقّ لو نمشي بهِ
والرّيحُ تهدأُ والسّلامُ يكونُ
ولكن....
قل للأماني غادري عن حضرتي
ماعاد ينفعُ في البلاد ظهورُ
لم تلبثِ الآلام حتى تنتهي
فيعودُ جرحٌ في المحيطِ يثورُ
ذهب الطّغاةُ عنِ الدّيارِ وخلّفوا
بمكانهم من في العباد يجورُ
هل تشبعُ الصّحراء من ماء السّما
هل ينتهي من ليلنا الدّيجورُ
في كلِّ ناحيةٍ هناكَ إمارةً
وأميرها فوق الورى مسعورُ
وبكلّ داليةٍ نكونُ بفيئها
فوق الأريكةِ خرَّبَ الدَّبورُ
وبكلّ ساقيةٍ نلوذُ بمائها
وبكلّ دربٍ نبتغيهِ عبورُ
جاء البناة وشمّروا عن زندهم
لتقومَ فوق الخائفين قصورُ
حضرَ الضّميرُ محاسباً لجموحهم
جاء الحسابُ كأنّهُ مكسورُ
صاغ القريض إلى العباد بشائراً
ظنّاً بأنَّ النّائباتِ قشورُ
وسيظهرُ الأصلُ الجميل مكانها
فتفاجأ المكتوبُ والجمهورُ
وتحيَّرَ القلمُ الّذي كُتِبَت بهِ
والبعض ظنَّ بأنَّني مأجورُ
كلُّ الحقائبِ غادرت مملوءةً
والقادمات سيرتقيها الزّورُ
الطفلُ موعودٌ بطعم حلاوةٍ
والعتم يحلم أن يفيه النّورُ
ماذا أقولُ لطفلتي في حلمها
أأقولُ أنَّ السّارقين بذورُ
لو مات غصنٌ يعتلي بمكانهِ
الذّئبُ والمعتوهُ والصّرصورُ
هذي الحكايةُ من زمانٍ قد بدت
إن راحَ لصٌ جاءنا مغرورُ
والشّعبُ يحلمُ أنّ من بعد الدّجى
لا بدّ يأتي للحياة سرورُ
لا بدّ للأحلام أن تلجَ الهدى
إنّ الّذي وعدَ الورى مخمورُ
لم نلق في هذي الحياة نهايةً
إلّا الّذي قد شاهدتْهُ قبورُ
من مرتشٍ أو قاتلٍ أو سارقٍ
لم يبق في قلب الجناة شعورُ
والسّيفُ في يدهم سليطٌ حدُّهُ
وعلى رقاب السّاجدين يمورُ
عند الحروب تراهمُ بجحورهم
إنّ الجبان سيختفي مستورُ
وإذا انتصرنا يرتقون فلاحنا
وكأنّهم نحو الجنان نشورُ
ماذا أقول بجاحدٍ متعنّتٍ
مهما ذكرتُ فلن تفيهِ سطورُ
تعليقات
إرسال تعليق