الولادة/بقلم:د.جهاد صباهي
الأكاديمية السورية الدولية للثقافة والعلوم
الولادة
الشاعر الدكتور جهاد صباهي
أبحثُ عن قلمٍ غَيور
الوحي في الطريق
لا أقولُ أكثرَ مما أراه
صمتي يضرُّ بصحتي
أنا المرهقُ بتناسلِ الوجعِ في قلبي
أمشي خلفَ مخاضٍ عسيرٍ
حملٌ في أقبيةِ القهرِ صريعْ
ممنوعٌ من العبورْ
كلما حاولَ الخروجَ ارتطمَ رأسُهُ بجدارٍ منيعْ
غرابٌ يدَّعي أنه خبيرٌ بالولادةْ
أطفالٌ يولدونَ بدونِ سيادةْ
يجرُّونَ خلفَهم مشيمةَ جفَّ زرعُها
يطوفونَ بها البلاد
يبحثونَ عن شربةِ ماءٍ
يغسلونَ بها جفافَ الحقول
يُعيدونَ إلى الذاكرة
ملامحَ وطنٍ
سكنتْ شواهدَ القبور
أبحثُ عن قلمٍ غَيور
يختصرُ أشهرَ الولادة
نُريدُ في كلِ يومٍ عُبادة
يُولَدُ اليومَ
وغداً يطلبُ الشهادة
يروي الأرضَ بدمائهِ
ويكونُ على صدرِها قلادة
في جعبَتِهِ كلماتٌ نَفور
مِدادُها قرار
لايمنعُها سياجٌ أو جدارٌ
تثورُ على السطور
عيناها زيتونتانِ من شجرٍ ميمون
جناحاها من ورقِ الليمون
تحالفَت مع الشمسِ
ترسمُ معها النهار
بأحرفٍ من نارٍ ونور
وشروقٌ غَرور
أبحثُ عن قلمٍ غَيور
له عينٌ ولسان
قلمٌ يُدركُ الزمانَ والمكان
يعرفُ كيف يُنيرُ طريقَ الظلام
القصائد .. اليومَ حرة
تمردَّت على البحور
حطَّمت عينَ السورِ الزجاجية
تجاوزت إشاراتِ المرورِ الوهمية
وصلت حبلَها السريَّ بآلافِ الأجنة
علمتهم كيفَ يأخذونَ حقَهم بدونِ مِنّة
علمتهمْ أصولَ العنادِ
كيف يُولدونَ وأصابعُهُم على الزنادِ
كيف يزرعونَ في الأرضِ الوداد
كيف يُقيمونَ على الظلمِ الحِدادَ
كيف يكونَ للحجرِ الأصمِّ قلمٌ جسور
أبحثُ عن قلمٍ غيور
أبحثُ عن قلمٍ غيور
تعليقات
إرسال تعليق