رغم قصر // بقلم الشاعر فادي مصطفى
رغم قصر يدي 
لا تسأل الفقر من في الخلق يشبهه 
اللّون لوني وصوت الفقر في سمعي 
الذّنب ليس بأنّ الشّحَّ يقصدني 
الذّنب ذنبي لأنّ الحظَّ ليس معي 
أنا ابن طرطوس فمن في الناس آزرني 
فلا يجوز بأن أعلو بمجتمعي 
أنا امتطيت جواد الشّعر مذ عزفت 
أوتار قلبي بلحنٍ فيه مرتجعي 
شربتُ بحر علومٍ من منابعهِ 
جاء الجواب لأوتاري ألا انقطعي 
قصدت عوناً من الأعلام في بلدي 
ولا اشترطت دروب العزّ والطَّمع 
ضاع السُّؤال وما عادت نتائجه 
في درج مكتبةٍ أو خلف منتجعِ 
ولا تركت بجنس الحبر مفترقاً
إلّأ سلكتُ فلم تأنس لهم بدعي 
هذي المظالم موعودٌ ببشرتها 
لكنّ لي أملٌ أن يصطلي ولعي 
ما كنت أحسب أن الظّلم منتهجٌ
والقبر يبلع آمالي مع الوجعِ 
هو انتقاءٌ ولا معيار متَّبعٌ 
ولا ملاذ إلى عدلٍ بمرتفعِ 
غطّى الرّماد رياض الشّعر من فِكَري 
ولا سبيل إلى إنكار مقتنعِ 
زرعتُ كلّ محاصيلي لأحصدها 
هل يا ترى شربت من عينهم بقعي 
ما كان يفلح فلّاحٌ بعهدة من 
يرضى الطّريق إلى العلياء بالجشعِ 
عند السّباق رجال العلم قد سقطت 
أمام خصرٍ يزين الشّعر بالدّلعِ 
فكيف أحفظ أغنامي وأحرسها 
والذّئب يكمن للمحتاج بالسّلعِ 
إنّي شققت طريقي رغم قصر يدي 
لن يصعد الغيمَ من يبكي من الفزع 
لا بدّ أن تلج الأضواء قافيتي 
رغم الحروب ورغم الجوع في الشّبعِ 
بقلمي فادي مصطفى
ردحذفدام التألق والابداع والتميز