العقد البليغ/بقلم الشاعر فادي مصطفى 
العقد البليغ 
أخطأتُ حيناً...
واعتذرتُ لنفسي 
أسرجتُ أحصنةَ الخيال 
وسافرتُ بعيداً 
كنت أظنّهم حمقى 
كنتُ أظنّهم فقراء 
ذهبتُ بعيداً في الخيال 
إنّهم أعداء 
قتلوا الطّفولةَ في العيون 
وتألّمَ الزّيتون 
وتأرجحت سكّينهم حول الوتين 
وتألّمَ المسكين 
هل نحن من بني صهيون 
أم كفرهم صنع الظّنون 
لم أنسها 
تلك الفتاة البائسة 
حين قالت 
أنت لي نبضٌ وقلب 
يستبيح الصّمت أفكار الجنون 
مرّةً أخرى 
أكتم الأنفاس 
لا أريد أن أستبق القدر 
هذا هو الإيمان 
لكنّهم كفرة 
لن يسمعوا الألحان 
وما تنفع الآذان 
في المرّةِ القادمة 
سوف لن أفكّر 
ولن يكون العقل حاضر 
دعِ الأحلام تمشي 
وتمشي... وتكون 
دعِ الأصوات تعلو 
والأوقات تحلو 
دعِ الدّماء تكتبُ القدر 
دعِ العينين تضحكان 
دعِ الأعداء تبكي 
واتركوني 
ماعدتُ أستطيع السّكون 
نارٌ بها الأحشاء تغلي 
سوف نقترفُ الخطيئة 
على هذه الطّاولةِ العتيقة 
وهذا هو.... عين الصّواب 
قد كنتُ في عقلٍ وأكثر 
ماذا جنيت 
شوكٌ وشوقٌ وألم 
والبين طال
ليتني أجدُ الوصال 
حينها.....
سيرتفع صوت الّلقاء 
وحفيف اليدين 
على النّهد العتيق 
لطيفةٌ..... مثل الرّبيع 
والنّرجس البرّيّ
تفاحتان......
وحبّتان منَ الّلؤلؤِ العاجيّ 
جدائلٌ.... مِنَ الصّفصاف 
تنساب عن عنقي 
إنّهُ... وعد الحروف 
سوف يأتي.... لابدّ يأتي 
ونكتبُ العقد البليغ 
على جرس الكنيسة 
ومأذنة السّلام 
أو حتّى مِنَ التّوراة 
أو الزّبور 
سأكتب العقد 
على كلّ الشّرائع 
لتكوني الزّوجةَ الأخيرة 
على دين القصيدة 
سنخالفُ العرف الّلعين 
ألستم من عشيرةٍ متشدّدة 
يهوديٌّ أنا 
على دين المسيح 
ومحمّدٌ رسولي 
فلتسقط كلّ القوانين 
أمام نبضةٍ ونصف 
أنت في الحبّ الشّهيدة 
والأسيرةُ والعتيدة 
أنت للحبّ العقيدة 
وأنا الجذر الأصيل 
أنا أوّلُ من فتح الحدود 
وتجاوزتُ القيود 
أنا أوّلُ من رآكِ
يازهرةَ الصّباح 
ولا أحدٌ بعدي 
سأكون أنا النّهاية 
مثلما كنتُ البداية 
قولي لهم.....
كم لَهَونا واعتلينا 
كم عبثنا وارتقينا 
قولي لهم 
ماذا كشفتُ بين أوراق الشّجر 
أنا من قطع الزّرَّ الأخير 
أنا من رسمتهُ 
ودوّرتهُ بيديّ 
أنا من أنضجتهُ 
وسكبتُ فوقهُ... كلّ الحنين 
أنا من أطلقتُ عن جنباتهِ 
صوت الأنين 
وشلّالاً مِنَ الأحاسيس 
دعيهم يعمهون 
لا بدّ أن تصدأَ القيود 
وتتكسّرُ الأقفال 
حينها....  ستعرفين أنّي 
أنا الحريّة 
وأنا النّفس الأبيّة 
تعالي إليّ 
في أي وقتٍ تشائين 
لو بعد خمسين عام 
لا بدّ أن ينتهي 
عصر الظّلام 
وينتشر السّلام 
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق