حتوف بين الحروف/ بقلم الشاعر إبراهيم الشحادة أبو أحمد
( حتوف بين الحروف ) 
ملت الحروف وعلى قلمي تمردت 
وضاقت صعودا ثم هوت من السماء 
كالمطر 
كالكدر 
 تتطاير كالشرر 
لتجوب بآلامها كل الفضاء 
تخشى التآخي في الكلمات 
كلمات حبلى بالملل والآهات 
وتفرح إن وقعت في التفاهات 
وفي عمق الصم والبكم 
وفي ضياع الأحاسيس والهمسات 
والثرثرة المزعجة بزحمة الكلمات 
في حروف تقاوم بالكر والفر 
وقصائد خرجت عن السيطرة 
بضياع الكسرة في الجر 
كالألعاب فيها ألغاز ومتاهات 
كحالنا في الأمراض والعاهات 
نمشي الهوينا في كرباتنا 
ونغوص في بحور الظلمات 
بدم بارد وقلب متحجر 
وبعدت في دروبنا المسافات 
وانتحرت في ظروف غامضة 
وسط الحروب المدمرة 
والتذاكي بفن الكلام في المؤتمرات 
وخبث المؤامرة المدبرة 
ولهيب مستعر آت باللعنات 
يهدد الأحياء بالفناء 
في صراعات مختلقة وحاقدة 
فرقت الجماعات 
فكثرت المجاعات 
وتزاحمت الجنازات 
تلحقها قلوب الأمهات 
وقصص عن الذل في الغربة 
والوقوف كالمشردين أمام البوابات 
تصحبهم ذكرى أرواح كانت معهم 
فأخذتهم الظلمات 
بأي حروف أعبر عن الوجع 
وعن الرعب في صراخ الآهات 
وعن النفوس المتغيرة الحالمة 
التي انصهرت كالحديد في الفتن والصراعات 
تغيرت الظروف فتبعتها أنفسنا 
حتى تعبنا من كل المتغيرات 
إن ما فات من عمرنا قد فات 
والأعظم خطرا ما هو آت 
في الحروب الآتية بالويلات واللعنات. 
بقلمي : ابراهيم الشحاده أبو أحمد
تعليقات
إرسال تعليق